التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الغموض في الشعر العامية

بقلم حسام حسان


يواجه الكثير من شعراء العامية مشكلات تتعلق بغموض الأفكار في القصيدة أو الرباعية أو في المثلثات ، و تكثر تلك المشكلات الغموضية عند الشعراء الفلسفيين في الشعر العامية حيث تتنوع الصور و الهدف واحد ، تكون تلك المشكلة في تحليل الظواهر الطبيعية و الكونية فمثلاً قول صلاح جاهين "والكون ده كيف موجود ومن غير حدود - و فيه عقارب ليه و تعابين ودود - عالم مجرب فات وقال سلامات - ده ياما في سؤالات من غير ردود" لم يوفق جاهين في هذه الرباعية في تحليله الطبيعي حيث إختلفت البيئة عن الناتج و إختلفة الفكرة عن الخاتمه .
ينتج عن الإستعارات غالباً نوعاً من الغموض الفكري حتي يوكد الكلام من الفكره التالية وهذا ما يشتت القارئ ويجعله يرجع إلي الجملة مرة أخرى في أوقات تكون مقصودة و في أوقات لا فتجعل في بعض الأوقات الكلام معيباً أو مشككاً فيه
فأعجبني كلام الشاعر فؤاد حداد في قصيدة  "الأسطي فؤاد موجود " كانت فيها بداية الكلام مشوقة لما بداخل القصيدة حيث قال


ولا كل الخشب بيخف
ويعوم في الهوا ويطير
إسألهم يا شيخ دردير
أنا نمت الليلة دي كتير
وتبعها قائلاً
يقولوا لك حلمت شوية

أيام العمل في الشمس

بتشر العرق وعينيٌه

وشافوني في دار الأحياء

من رجب الإمام لبولاق

مستعصي على الإلغاء
 
إلي آخر الأبيات

أحببت فقط أن ألفت نظركم إلي شئ وهم أول أربع شطرات في القصيدة و علاقتهم بما بعدهم في الترتيب 
فنجد أن الشاعر في نهاية القصيدة وضع خطوت لتحديد غرض القصيدة في النهاية (الغموض)

                                                          
الناس اللي رايحة وجاية

أيام العمل في الشمس

بتشر العرق وعينيٌه

كان نور الخيال وياه

بيغني على ليلاه

باستغرب لأول آه

مش لاقية الآهات في الخية

أيام العمل في الشمس

بتشر العرق وعينيٌه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

:: دروس فى كــيــفــية كــتــابــة الـــشــعـــر

بسم الله الرحمن الرحيم شوفوا بقى انا هديلكم درس فى كتابه الشعر  أولاً : كــــيــــف تكتـــــب شـــــــــــعر قبل أن تبدأ في كتابة قصيدة أولاً : لابد أن تحدد الفكرة ... المراد توصيلها للقارئ ... من خلال التعبيّر عنها .. وتجسيدها ثانياً : أن تكون متهيئ نفسياً وتكون لديك الرغبة في الكتابة ثالثاً : أن تمزج بين الخيال و الفكرة لأنك بذلك سوف تجعل هناك ارتباط بينهما ..بالأبعاد اللغوية رابعاً : دع تفكيرك في البداية منصب على المعنى ... ولا تفكر بالوزن ... بل تجاهله لفترة معينة ... حتى يتضح المعنى لديك خامساً : حاول أن تلحن ما كتبت ... بعفوية فلا تقول ... أرغب بوضع القصيدة على البحر الوافر أو الرجز أو الرمل.. بل دع القصيدة هي التي تحدد بحرها سادساً : حاول أن تضع القافية التي تتناغم مع البحر الذي حددته القصيدة سابعاً : حاول مراجعتها من أجل أن تتأكد خلوها من الكسور ثامناً : أن جميع حروف العلة لابد تكون ساكنة والحرف الَّذي لا ينطق و لا يكتب لا يوزن. ثانيا ً : كيف نظم القصيده وتنظيمها بشكل صحيح لعلنا نفيد ونستفيد قبل أن أبدأ الموضوع أقول عذراً على الإطاله ولكن لعموم الفائده...

في وصف القلم لأبي تمام

لك القلمُ الأعلى الذي بسنانه[8]  يصابُ من الأمرِ الكُلى[9] والمفاصلُ[10]  لعاب الأفاعي القاتلات لعابه[11]  وأرْي[12] الجنى اشتارته[13] أيدٍ عواسلُ[14] له ريقة[15] طل[16] ولكن وقعها  بأثاره ...

مرثية رجل تافه صلاح عبد الصبور

مضت حياته...كما مضت ذليلة موطَّأة كأنها تراب مقبرة و كان موته الغريب باهتا مباغتا منتظَرا, مباغتا الميتة المكررة كان بلا أهل, بلا صِحاب فلم يشارك صاحبا_حين الصبا_لهوَ الصبا ليحفظ الوداد في الشباب طان وحيدا نازفا كعابر السحاب و شائعا كما الذباب و كنتُ أعرفه أراه كلما رسا بيَ الصباح في بحيرة العذاب أجمع في الجراب بضع لقيمات تناثرت على شطوطها التراب ألقى بها الصبيان للدجاج و الكلاب و كنت إن تركتُ لقمة أنفتُ أن ألمُّها يلقطها, يمسحها في كمِّهِ يبوسها يأكلها في عالم كالعالم الذي نعيش فيه تعشى عيون التافهين عن وساخة الطعام و الشراب و تسألونني: اكان صاحبي؟ و كيف صحبةٌ تقوم بين راحلَيْن؟ إذن لماذا حينما نعى الناعي إليَّ نعيَهُ بكيتهُ و زارني حزني الغريب ليلتين ثم رثيتهُ؟