التخطي إلى المحتوى الرئيسي

البحث عن وردة الصقيع الشاعر صلاح عبد الصبور


أبحثُ عنك في ملاءة المساء
أراك كالنجوم عاريه
نائمة مبعثره
مشوقة للوصل والمسامره
واقتداح الخمر والغناء
وحينما تهتزُ أجفاني
وتفلتين من شباك رؤيتي المنحسره
تذوين بين الارض والسماء
ويسقط الاعياء
منهمرا كالمطره
على هشيم نفسي الذابلة المنكسره
كأنه الإغماء
أبحث عنك فى مقاهي آخر المساء والمطاعم
أراك تجلسين جلسة النداء الباسم
ضاحكة مستبشره
وعندما تهتز أجفاني
وتفلتين من خيوط الوهم والدعاء
تذوين بين النور والزجاج
ويقفز المقعدُ والمائدة الهباء
ويصبح المكان خاوياً ومعتماً
كأنه الصحراء
أبحث عنك في العطور القلقه
كأنها ُتطل من نوافذ الثياب
أبحث عنك في الخطى المفارقه
يقودها إلى لاشئ ،لا مكان
وهم الانتظار والحضور والغياب
أبحث عنك في معاطف الشتاء إذ ُتلف
وتصبح الاجسام في الظلام
تورية ملفوفه ، أو
نصبا ً من الرصاص والرخام
وفي الذراعين اللتين تكشفان عن منابت الزغب
حين يـُهل الصيف
ترتجلان الحركات الملغزه
وتعبثان في همود الموت والسموم والرخام
حين يدور العام
أبحث عنك في مفارق الطرق
واقفة ، ذاهلة ، في لحظة التجلى
منصوبةً كخيمة من الحرير
يهزها نسيم صيفٍ دافئ ،
أو ريح صبح ٍِ غائم ٍِ مبللٍ مطير
فترتخى حبالها ، حتى تميل في انكشافها
على سواد ظلي الاسير
ويبتدي لينتهي حوارنا القصير .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في وصف القلم لأبي تمام

لك القلمُ الأعلى الذي بسنانه[8]  يصابُ من الأمرِ الكُلى[9] والمفاصلُ[10]  لعاب الأفاعي القاتلات لعابه[11]  وأرْي[12] الجنى اشتارته[13] أيدٍ عواسلُ[14] له ريقة[15] طل[16] ولكن وقعها  بأثاره في الشرق والغرب وابلُ[17]  فصيحٌ إذا استنطقته[18] وهو راكب[19]  وأعجم[20] إن خاطبته وهو راجلُ[21]  إذا ما امتطى[22] الخمس[23]اللطاف وأفرغت عليه شعاب[24] الفكر وهي حوافلُ[25]  أطاعته أطراف القنا[26] وتقوضت[27]  لنجواه[28] تقويض الخيام الجحافلُ[29]  إذا استعزر[30] الذهن الجلي[31]وأقبلت  أعاليه[32] في القرطاس وهي أسافلُ  وقد رفدته[33] الخنصران وسددت[34]  ثلاث نواحيه الثلاث الأناملُ[35]  رأيت جليلاً شأنه وهو مرهف[36]  ضنى[37] وسميناً خطبه وهو ناحلُ[38] 

:: دروس فى كــيــفــية كــتــابــة الـــشــعـــر

بسم الله الرحمن الرحيم شوفوا بقى انا هديلكم درس فى كتابه الشعر  أولاً : كــــيــــف تكتـــــب شـــــــــــعر قبل أن تبدأ في كتابة قصيدة أولاً : لابد أن تحدد الفكرة ... المراد توصيلها للقارئ ... من خلال التعبيّر عنها .. وتجسيدها ثانياً : أن تكون متهيئ نفسياً وتكون لديك الرغبة في الكتابة ثالثاً : أن تمزج بين الخيال و الفكرة لأنك بذلك سوف تجعل هناك ارتباط بينهما ..بالأبعاد اللغوية رابعاً : دع تفكيرك في البداية منصب على المعنى ... ولا تفكر بالوزن ... بل تجاهله لفترة معينة ... حتى يتضح المعنى لديك خامساً : حاول أن تلحن ما كتبت ... بعفوية فلا تقول ... أرغب بوضع القصيدة على البحر الوافر أو الرجز أو الرمل.. بل دع القصيدة هي التي تحدد بحرها سادساً : حاول أن تضع القافية التي تتناغم مع البحر الذي حددته القصيدة سابعاً : حاول مراجعتها من أجل أن تتأكد خلوها من الكسور ثامناً : أن جميع حروف العلة لابد تكون ساكنة والحرف الَّذي لا ينطق و لا يكتب لا يوزن. ثانيا ً : كيف نظم القصيده وتنظيمها بشكل صحيح لعلنا نفيد ونستفيد قبل أن أبدأ الموضوع أقول عذراً على الإطاله ولكن لعموم الفائده ايم

مرثية رجل تافه صلاح عبد الصبور

مضت حياته...كما مضت ذليلة موطَّأة كأنها تراب مقبرة و كان موته الغريب باهتا مباغتا منتظَرا, مباغتا الميتة المكررة كان بلا أهل, بلا صِحاب فلم يشارك صاحبا_حين الصبا_لهوَ الصبا ليحفظ الوداد في الشباب طان وحيدا نازفا كعابر السحاب و شائعا كما الذباب و كنتُ أعرفه أراه كلما رسا بيَ الصباح في بحيرة العذاب أجمع في الجراب بضع لقيمات تناثرت على شطوطها التراب ألقى بها الصبيان للدجاج و الكلاب و كنت إن تركتُ لقمة أنفتُ أن ألمُّها يلقطها, يمسحها في كمِّهِ يبوسها يأكلها في عالم كالعالم الذي نعيش فيه تعشى عيون التافهين عن وساخة الطعام و الشراب و تسألونني: اكان صاحبي؟ و كيف صحبةٌ تقوم بين راحلَيْن؟ إذن لماذا حينما نعى الناعي إليَّ نعيَهُ بكيتهُ و زارني حزني الغريب ليلتين ثم رثيتهُ؟