التخطي إلى المحتوى الرئيسي

علي اسم مصر للشاعر صلاح جاهين

اسم مصر




على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء


أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء


بحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب


وبحبها وهي مرمية جريحة حرب


بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء


واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء


واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب


وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب


والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب


على اسم مصر


مصر النسيم في الليالي وبياعين الفل


ومرايه بهتانة ع القهوة .. أزورها .. واطل


القى النديم طل من مطرح منا طليت


والقاها برواز معلق عندنا في البيت


فيه القمر مصطفى كامل حبيب الكل


المصري باشا بشواربه اللي ما عرفوا الذل


ومصر فوق في الفراندة واسمها جولييت


ولما جيت بعد روميو بربع قرن بكيت


ومسحت دموعي في كمي ومن ساعتها وعيت


على اسم مصر


أنا اللي اسمي حتحـور .. أنا بنت رع


مثـال الأمـومـة ورمـز الحـنـان


تفـيض حـلمـاتي وتمـلا الـتـرع


وتسـقـي البـشـر كلهـم والغـيـطان


نهايته يا مصر اللي كانت أصبحت وخلاص


تمثال بديع وانفه في الطين غاص


وناس من البدو شدوا عليه حبال الخيش


والقرص رع العظيم بقى صاج خبيز للعيش


وساق محارب قديم مبتورة ف أبو قرقاص


ما تعرف اللي بترها سيف والا رصاص


والا الخراب اللي صاب عقل البلد بالطيش


قال ابن خلدون أمم متفسخة تعيش ليش


وحصان صهل صحى جميع الجيش


على اسم مصر



النخل في العالي والنيل ماشي طوالي


معكوسة فيه الصـور .. مقلوبة وانا مالي


يا ولاد أنا ف حالي زي النقش في العواميد


زي الهلال اللي فوق مدنة بنوها عبيد


وزي باقي العبيد باجري على عيالي


باجري وخطوي وئيد من تقل أحمالي


محنيه قامتي .. وهامتي كأن فيها حديد


وعينيا رمل العريش فيها وملح رشيد


لكني بافتحها زي اللي اتولدت من جديد



على اسم مصر


مصر .. التلات أحرف الساكنة اللي شاحنة ضجيج


زوم الهوا وطقش موج البحر لما يهيج


وعجيج حوافر خيول بتجر زغروطة


حزمة نغم صعب داخلة مسامعي مقروطة


في مسامي مضغوطه مع دمي لها تعاريج


ترع وقنوات سقت من جسمي كل نسيج


وجميع خيوط النسيج على نبرة مربوطة


أسمعها مهموسة والا أسمعها مشخوطة


شبكة رادار قلبي جوه ضلوعي مضبوطة


على اسم مصر


وترن من تاني نفس النبرة في وداني


ومؤشر الفرحة يتحرك في وجداني


وأغاني واحشاني باتذكرها ما لهاش عد


فيه شيء حصل أو بيحصل أو حيحصل جد


أو ربما الأمر حالة وجد واخداني


انا اللي ياما الهوى جابني ووداني


وكلام على لساني جاني لابد أقوله لحد


القمح ليه اسمه قمح اليوم وأمس وغد


ومصر يحرم عليها .. والجدال يشتد


على اسم مصر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

:: دروس فى كــيــفــية كــتــابــة الـــشــعـــر

بسم الله الرحمن الرحيم شوفوا بقى انا هديلكم درس فى كتابه الشعر  أولاً : كــــيــــف تكتـــــب شـــــــــــعر قبل أن تبدأ في كتابة قصيدة أولاً : لابد أن تحدد الفكرة ... المراد توصيلها للقارئ ... من خلال التعبيّر عنها .. وتجسيدها ثانياً : أن تكون متهيئ نفسياً وتكون لديك الرغبة في الكتابة ثالثاً : أن تمزج بين الخيال و الفكرة لأنك بذلك سوف تجعل هناك ارتباط بينهما ..بالأبعاد اللغوية رابعاً : دع تفكيرك في البداية منصب على المعنى ... ولا تفكر بالوزن ... بل تجاهله لفترة معينة ... حتى يتضح المعنى لديك خامساً : حاول أن تلحن ما كتبت ... بعفوية فلا تقول ... أرغب بوضع القصيدة على البحر الوافر أو الرجز أو الرمل.. بل دع القصيدة هي التي تحدد بحرها سادساً : حاول أن تضع القافية التي تتناغم مع البحر الذي حددته القصيدة سابعاً : حاول مراجعتها من أجل أن تتأكد خلوها من الكسور ثامناً : أن جميع حروف العلة لابد تكون ساكنة والحرف الَّذي لا ينطق و لا يكتب لا يوزن. ثانيا ً : كيف نظم القصيده وتنظيمها بشكل صحيح لعلنا نفيد ونستفيد قبل أن أبدأ الموضوع أقول عذراً على الإطاله ولكن لعموم الفائده...

في وصف القلم لأبي تمام

لك القلمُ الأعلى الذي بسنانه[8]  يصابُ من الأمرِ الكُلى[9] والمفاصلُ[10]  لعاب الأفاعي القاتلات لعابه[11]  وأرْي[12] الجنى اشتارته[13] أيدٍ عواسلُ[14] له ريقة[15] طل[16] ولكن وقعها  بأثاره ...

مرثية رجل تافه صلاح عبد الصبور

مضت حياته...كما مضت ذليلة موطَّأة كأنها تراب مقبرة و كان موته الغريب باهتا مباغتا منتظَرا, مباغتا الميتة المكررة كان بلا أهل, بلا صِحاب فلم يشارك صاحبا_حين الصبا_لهوَ الصبا ليحفظ الوداد في الشباب طان وحيدا نازفا كعابر السحاب و شائعا كما الذباب و كنتُ أعرفه أراه كلما رسا بيَ الصباح في بحيرة العذاب أجمع في الجراب بضع لقيمات تناثرت على شطوطها التراب ألقى بها الصبيان للدجاج و الكلاب و كنت إن تركتُ لقمة أنفتُ أن ألمُّها يلقطها, يمسحها في كمِّهِ يبوسها يأكلها في عالم كالعالم الذي نعيش فيه تعشى عيون التافهين عن وساخة الطعام و الشراب و تسألونني: اكان صاحبي؟ و كيف صحبةٌ تقوم بين راحلَيْن؟ إذن لماذا حينما نعى الناعي إليَّ نعيَهُ بكيتهُ و زارني حزني الغريب ليلتين ثم رثيتهُ؟